إلى رجل يشبه الكتابة (44)

إعداد رنا الهبر

1- ما دام هذا الحائط وهميًّا وافتراضيًّا 
لماذا كلّما حاولت فتح كوّة فيه
انفجرت في وجهي الدماء والدموع؟

2-  مأساة الإنسان واحدة تختصرها حكاية آدم وحوّاء: هل يخربان بيتهما الآمن ليجدا نفسيهما أم يحافظان على نعيم لا يعرفان غيره ليتأكّدا إن كان ما هما فيه هو النعيم أم وهمه؟
الليلة محوت رجلًا من حياتي وكتبته رواية

3- البلد مهدّد بالتقسيم، 
أرجوك ألّا تترك بيني وبينك مسافة خطّ فاصل

4- قالت لي المرآة: 
أنت الليلة تتألّمين 
احفظي رقم 140، 
ولا تتّصلي إلّا به، 
فعلى الرغم من إمكاناته المتواضعة، 
لن يخذلك كم قد يفعل الآخرون! 
(140 رقم الصليب الأحمر في لبنان)

5- في اليوم الأوّل، سألته: أتحبّني يا صديقي؟
فأجابني بلطفه المعهود: وما نفع حياتي لولا حبُّك يا سيّدتي
قلت له: إقرأ كتبي!
في اليوم الثاني، سألته: أتحبّني يا صديقي؟
فأجابني بنبرة العاتب: ألا تثقين بأنّني أحبّك يا سيّدتي؟
فألححت عليه: إقرأ كتبي!
في اليوم الثالث، سألته: أتحبّني يا صديقي؟
فأجابني بلهجة تريد أن تخفي الغضب النابت: أنت تعرفين أنّني أحبّك بغض النظر عن كونك كاتبة!
أجبته بلهجة هي مزيج من الخيبة والانتصار: لو قرأت كتبي يا سيّدي لعرفت أنّني أكبر من الحبّ وأصغر من المحبّة!


510- تعريفات:
النعيم هو الحلم
المطهر هو التأمّل
الجحيم هو التفكير ... بين الأغبياء

6- قالت المرآة:
تستعجلين راتبك الشهريّ لتشتري فستانًا جميلًا
بينما الحياة تحوك لك على مهل كفنًا جديدًا

7- أحببني بهمس
لا نريد أن نوقظ الصباح

8- تَعَبان لا يُنجبان راحة

9- صلاة يوم الأحد:
اعترضتُ يا ربُّ على رغبتك لي في أن أكونَ الحجرَ الذي يسند الخابيّة
إلى أن اكتشفتُ أنّ في الخابيّة الخمرة الجيّدة التي من دونها لا عرسَ ولا خلاص!
واعترضت يا ربُّ على مشيئتك في أن أكون الحجر الذي رذله البنّاؤون
إلى أن وجدتُ نفسي حجر الزاوية الذي عليه قام البناء!
وها أنا أعترف بعجزي عن أن أفهم لماذا اخترت لي أحيانًا أن أكون حجر عثرة
فهل تريد حكمتُك الإلهيّة للسائر في استسلام كلّيّ يشبه الغيبوبة أن يتعثّر بي، فيعثرَ على الحجر الكريم الذي يعيدُ التوهّج إلى حياته؟

10- صوتُك يا صديقي البعيد وآلة الساكسوفون في شجن الجاز!!!
يا الله كم فيهما فرح وحزن وحكايات 
يا الله كم تبدو الحياة من خلالهما مبلّلة بالدمع حينًا وصاخبة الضحكات حينًا آخر
يا الله كم أرغب في معانقة النبرات ومراقصة النغمات ومشاكسة العازف!

11- يا نسيم الغروب 
اجترح معجزة ولادتك الأولى
احمل معك عطر الياسمين
وانفض عنك ضجيج الشارع
فحبيبي يكتب لي الآن قصيدة

12- صلاة يوم الأحد: 
يا ربّ اعطني حكمة ألّا أطلب سوى منك
واعطني نعمة الإيمان فأثق بأنْ معك لا داعي للطلب 

13- بعد اللاشرعيّة التي تحكم البلد
الويل لشرطة الآداب إن تعرّضت لممارسي العلاقات غير الشرعيّة

14- أحسدُكِ، كتاباتي! 
يقول إنّه يقرأكِ 
ينقّب في خفاياكِ
يفتّش عن حروف اسمه
ليكشفَ سرّي، 
وهْو، في السرّ،
يسعى ليلقاكِ!
أكرهكِ، كتاباتي
أغارُ منكِ 
حين تداعبُ عيناه
حروفَك،
حرفًا بعد حرفٍ،
ليفكّ الرصدَ 
عن سحرِ عطاياكِ
ساجدًا
كأنّه ما وُلِدَ
إلّا ليكون يومًا 
حرفًا من رعاياكِ

15- همس لي فستاني الأبيض بحياء: أتى الصيف وأنا ما زلت معلّقًا في الخزانة
وشوشته بأسى: لا تعليق

16- قالت لي المرآة: أليس من العبث انتظار الرجل المثالي؟
قلت لها: العبث أنّني أنتظر من هو على صورتي ومثالي!!

17- أنا الصحراء لا الواحة
العاصفة لا الميناء
الحرب لا الملجأ
فالرجاء أخذ الحيطة والحذر

18- أتعمّد كلّ يوم في بركة دمعي 
وأخرج إلهة لا تعرف غير الحبّ المثمر 

19- صديقي العجوز كالأرنب الذي عشق السلحفاة...
نام تحت الشجرة كي يترك لها مجد الحكاية 
فظُلم مرّتين 

20- صلاة يوم الأحد:
أهّلني يا ربّ أن أضع لكلّ يوم قناعه المناسب رحمة بالناس

21- في مثل هذا اليوم ولدت، وكان ذلك حسنًا 

22- لو كان لنا مكان
لو كان لنا الزمان
لصارت الحكايةُ حكاية حبّ 

23- كم أشعر بعجز اللغة حين أقول لك "بحبّك"!
ربّما لأنّ حروف الكلمة لا تفي ولا تكفي 
ربّما لأنّها تؤكّد لي أنّني لم أصرك بعد ولم تصرني
ربّما لأنّني حين أقولها فذلك يعني أنّ شفتيّ بعيدتان عن شفتيك 
ربّما لأنّها تذكّرني بأنّنا نتكامل كالموت والحياة، كالليل والنهار، كالرجل والمرأة...
ربّما لأنّها كلّ ما أستطيع "فعله"!

24- نظرتك فستان عرسي
وجفناك غلالة نومي

25- العصافير صمتت ترقّبًا
الهواء هدأ خاشعًا
أوراق الأشجار أحنت أعناقها حياء
الشمس ذهبت لتوقظ عاشقين آخرين في الجهة المقابلة من الأرض
وكلّ ما في الطبيعة ينتظر بلهفة لقاءنا بعد قليل
فلا تتأخّر!