إلى رجل يشبه الكتابة

شكرًا عايدة بدر على التصميم المعبّر

تعال
في أرضي وزّال ونعناع ومردكوش وحبق
في يديّ أقحوان أبيض
في شعري زيزفون
على شفتيّ حبّتا قمح تنتظران
***

قلت لطبيبي: مصابة بالدوار والتعب والأرق وتغيّر المزاج ونوبات البكاء... هذه علامات سنّ اليأس أليس كذلك؟
نظر إليّ وابتسم وقال مطمئنًا: كان يمكن أن تكون هذه عوارض سنّ اليأس لولا بريقُ السعادة في عينيك... 
وتابع كمن يعرف أسرار الكون: من الواضح أنّك عاشقة!

***

اكتشفني وسمّني باسمك
***

لن ألهيك عن عملك في مثل هذه الساعة من الليل
سأكتفي بالجلوس معك 
وأنا أتخيّل طاولة المكتب سريرًا!
***

أرغب في تقبيلك
لأضع نقاط الشوق فوق حروف شفتيك
ليس أكثر...
***

مذ ناديتني يا امرأتي 
وأنا غارقة في حضن الياء 
التي ميّزتني عن سائر النساء
***

صلاة يوم الأحد:
ساعدني، اللهمّ، لأنهي حياكة شرنقتي
نفسي تتوق إلى الفراشة التي فيّ!
***

لا أريد أن نكون واحدًا
لا أطيق أن نتّحد
لا أحتمل أن يذوب أحدنا في الآخر
بل أرغب في أن يطول عمر الرغبة
وأشتهي أن أكتب مئة قصيدة في وصف ما قبل الوصول
وأتوق، أتوق فعلاً، إلى أن يكون بيننا مليون قصّة لقاء وفراق!
***

إلى الفنّانة الراحلة ليلى حكيم:
كان الفنان يعاني والمتلقّي يستمتع
صار الفنّان يستمتع والمتلقّي يعاني
***

لم أكن أعرف قبلك أنّ لدقّات القلب إيقاعًا تدور الأرض على وقعه... ولا تقع!
***

لا تستطيع الواحةُ أن ترافق العابر
ولا يمكن للعابر أن يجد في الواحة وطنًا
***

الرجل الذي يسألك لماذا تبكين، لا يستحقّ أن برى دموعك
***

فقرة تلو فقرة
يتكوّن النصّ 
الذي تكتبه على ظهرك
شفتاي
***

يمضي المرء النصف الأوّل من عمره وهو يبحث عن الحبيب،
والنصف الثاني في التفتيش عن الطبيب. 
***

تتقيّأ نفسي شاعرًا خبيثًا كما يتقيّأ اللهُ فاترَ الإيمان
***

في مناسبة عيد العمل، 
قالت له حرفيًّا:
تعا نعمل صبحيّة

فأجاب إنّه لا يعمل يوم العطلة!
***

نادرًا ما لبّيت نداء الواجب
ولكنّي لا أقول لا حين يدعوني الشغف
***

الليلةَ
ليَ الخمرُ ولكَ الأمرُ... 
***

يدُك، يدُك الجميلة الرقيقة
ليتها لا تكتب على جسدي الليلة 
ليتها تعزف
***

أنا وأنت يا وطني لن نجد رجل أحلامنا
ربّما لأنّنا أكبر من حلم أيّ رجل!
***

كم يبدو النقاش في الوطنيّة سخيفًا أمام غياب الإنسانيّة! 
***

نزيه خاطر... ع مهلك ع الله... ما تنتقدو كتير... 
غاب نهار آخر بغيابك... وصارت العتمة ثقيلة 
***

صلاة يوم الأحد:
يا ربّ! لا يعنيني أن أعرف جنس الملائكة، ولا إن كانت مريم عذراء أو عندها دزينة أولاد مثل يسوع (لمَ لا؟)، أو من هو آخر الأنبياء، أو إن توحّد عيد الفصح...
يعنيني يا ربّ ضمان الشيخوخة، ودواء للسرطان، ومزيلٌ للألم، وعودة النازحين إلى بيوتهم، وطبيعةٌ فيها بحرٌ نظيف، ونهر صافٍ، وشجرةٌ واعدة، وعصفور آمن... وحياةٌ لا يبكي فيها عجوز ولا يخاف طفل، ولا تهانُ امرأة، ولا يُعتقلُ صاحب رأي!
فاقتضى التوضيح! آمين!
***

الضبابةُ فستانُ عرسي
والغيمةُ طرحتي 
والعريس هواء
***

قالت لي المرآة: لماذا تقاومين هذا الرجل الذي يقطع الأنفاس؟
أجبتها وأنا أبتسم لها: يا صديقتي! في هذه المرحلة من العمر، متمسّكة أنا بكل نَفَس من أنفاسي... 
***

ليلة السبت:
صرخت أمّ الجنديّ الشهيد: 
اخرجوا واسهروا وارقصوا وغنّوا واعشقوا وعيشوا
لا تدعوا دم ابني يذهب هدرًا
***

اليوم أيضًا،
استيقظت وأنا لست إلهة بعد
وكلمتي لم تصر رجلًا...