عندما تحتارين أمام الألبسة ما عليكِ إلا بالفينتاج

مجلة حلوة المشاهير : 

 غالباً ما تضطر الموضة للعودة الى الصندوق الخشبي القديم تنبش بعصبية بين الألبسة، علها تعثر على فكرة جديدة مستوحاة من الماضي. فدافع الحنين إلى الأيام الخوالي، واعتبار كل ما فيه رائع وفريد، يتبع دورة زمنية في ذهنية الإنسان، تشبه دوران الكواكب والنجوم. 


هذا هو حال الموضة، تجهد في الصعود رويداً رويداً لكنها لا تلبث أن تعود إلى حضن المرج السندسي الذي انطلقت منه. العديدات ممن يعرفن قيمة الأناقة والتناسق في إبراز جمال المرأة وكمال شخصيتها وظهورها باللباس الملائم لكل مناسبة، لم يعدن يطقن انتظار ما يقرره متابعو المزاج العام وأصحاب الذوق الرفيع من مصممي الأزياء. 




فما أن تنتابهن الحيرة في إيجاد القطعة الملائمة لمناسبة ما، حتى تلمع في ذهنهن فكرة العودة لنفض الغبار عن الألبسة القديمة المحفوظة في خزانات أمهاتهن وجداتهن، لاستخراج الدرر البديعة التي كانت يوماً ما، تشعُّ أناقة وجاذبية. يمارسن ظاهرة "الفينتاج"، التي تعود بداياتها إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما بادرت نجمات من مغنيات وممثلات وعارضات أزياء من أمثال جوليا روبرتس، وكيت موس، إلى ارتداء ملابس قديمة. 

وترافق توجههن هذا مع بداية تشكّل الوعي الجمعي بضرورة الحفاظ على البيئة، حيث اعتبر "الفينتاج" أحد الحلول الخضراء المطروحة. وتزداد أهمية "الفينتاج" اليوم مع ازدياد الأخطار على البيئة والكائنات الحية نتيجة التلوث. كما توفرت أسباب عديدة جعلت ظاهرة الــ Vintage  تتحول إلى موضة جديدة، تشمل فئة الملابس المستعملة أو القديمة، والملابس الجديدة بتصاميم قديمة تعود إلى فترة أعوام ١٩٢٠ وحتى ١٩٨٠. قد يتسائل شخص ما عن مكان وجود هذه الألبسة في الوقت الحالي، في الحقيقة الجواب يكمن في مواقع الإنترنت المختصة بالإعلانات المجانية حيث تتوفر الألبسة المستعملة وغيرها المحاكية للموضة القديمة.

فقد سادت القناعة بأن ارتداء قطعة من تلك الفترة يمنح المرأة تميزاً لصعوبة ارتداء امرأة أخرى لقطعة مشابهة لها، وذلك بسبب تصنيعها الفائق الإبداع والدقة من خامات قماشية عالية الجودة واحتوائها على تطريزات وأزرار من مواد مميزة وبإنتاج يدوي محدود ميز الفترة السابقة لعصر السرعة والاستهلاك، وأصبح العثور على مواصفات مميزة كهذه أمراً صعباً ومكلفاً. 

ولا ننسى أيضاً أن هذه الموضة الجديدة القديمة، تتحول مع الوقت إلى هواية عفوية تستجيب لرغبات الكثيرات، بما تحمله من تقدير وامتنان لمصممي أزياء وخياطين مهرة صنعوها يوماً ما بكل تفانٍ وإتقان، ولشخصيات متميزة ارتدتها وتألقت بها

وعلى من يتعلق بهذه الهواية مراعاة بعض الأمور عند شراء ملابس "الفينتاج". أولها القياس، فقد لا يكون مكتوباً على القطعة، أو أنه يتبع مواصفات قياسية مختلفة عن الحالية. والانتباه إلى غياب بعض مكونات القطعة، كالأزرار التي يصعب الحصول على مثيلات لها. وتوخي الحذر في تنظيفها، فهي هشة، وقد تحمل إضافات كالخرز والدانتيل تتطلب ريجيم خاص في التنظيف.