أنسي الحاج... قم واحمل قلمك واكتب!









     حين أسّست مجلة "البراعم" في مدرسة الحكمة – فرع مار يوحنّا - برازيليا، وأطلقت أقلام التلامذة براعم واعدة في أرضها الخصبة، طلبت من الصديق الزميل نوفل ضو، وكان يعمل وقتذاك في ملحق النهار العربيّ والدوليّ، أن يسعى لدى أنسي الحاج (واسمه أكبر من أيّ لقب) لكي يكتب لي، بخطّ يده، نبذة مختصرة عن سيرة حياته.
    كنت أريد أن أجعل التلامذة على تواصل، ولو غير مباشر، مع الأدباء: إن عبر مقابلات صحافيّة (كالمقابلة التي أجروها مع توفيق يوسف عوّاد وكانت آخر حديث له قبل مقتله في القصف على السفارة الإسبانيّة في بعبدا، ثمّ مع إميلي نصرالله في منزلها الذي صار أثرًا بعد عين) أو عبر ندوات مباشرة (كالتي أجروها مع جبّور الدويهي حول كتابه عين وردة)، وكثير من مثل تلك الأنشطة الثقافيّة، التي أعتبرها أكثر أهميّة ممّا يجري بين جدران الصفّ الخانقة، وصفحات كتاب، ضيّق الأفق، مهما اتّسع مداه وتنوّعت نصوصه.
     أنسي الحاج كان ينأى بنفسه عن اللقاءات المباشرة، وكنت أرى أنّ التلامذة سيجدون صعوبة في مواجهته وجرّه إلى الكلام (ربّما كنت على خطأ، فأنا لا أعرفه شخصيًّا)، لذلك كانت هذه الأوراق بخطّ يده، وسيلة لجعله في متناول التلامذة. فجعلتها، فضلًا عن نصوص كثيرة من مجموعته "كلمات كلمات كلمات"، وسيلتي لتكريمه وشكره على وضع ذاته بين أيدينا وتحت أنظارنا، عبر كلمات حاول كثر تقليدها وفشلوا.

     أنسي الحاج! قم واحمل قلمك واكتب!