تشرين الثاني والرجل الأوّل





1 تشرين الثاني 2014

وداعًا أيّها السلاح الذي ارتدّ على قلبي فمزّقه!
وداعًا أيّها الحبّ!
***

2 تشرين الثاني 2014

اشتقتُ... إلينا
***

3 تشرين الثاني 2014

حال البلد؟ تشعله شرارة
حال الطقس؟ مطر أكيد 
حالي أنا؟ كحال البلد والطقس... 
حين يخطر اسمُكَ على بالي...
***

4 تشرين الثاني 2014

حين نرثي وطننا نهين الحبّ / فمن يحبّ ... عنده وطن
حين نخاف على ماضينا ومستقبلنا نجرح الحبّ / فمن يحبّ ... عنده الحاضر
حين نشعر بغدر الأصدقاء نسيء إلى الحبّ / فمن يحبّ ... لا وقت عنده لمحاسبة الأصدقاء
حين نعتب على الآخرين يعاني الحبُّ ما هو أسوأ من الأمرّين / فمن يحبّ ... مشغول بالعتب على نفسه لأنّه لا يحبّ أكثر
حين تقلقُنا همومُ العمل نقتل الحبّ / فمن يحبّ... لا يعمل إلّا لينصهر بالآخر
حين نضجر من أنفسنا نشرّد الحبّ / فمن يحبّ ... يحبّ كينونته 
حين نستقيل من كلّ شيء يهرب الحبّ / فمن يحبّ ... يلتقي بالحبيب في كلّ إنجاز يحقّقه
حين نتعب من الحياة يشعر الحبّ بالعجز والشيخوخة / فمن يحبّ ... لا يتعب ولا يشيخ
حين نصاب بالاشمئزاز من الناس يتقيّأنا الحبّ / فمن يحبّ ... يجد الأعذار لكلّ الناس
حين نبكي نُغرِقُ الحبَّ في أَسَنِ يأسنا / فمن يحبّ يلهو آمنًا في حضن الله
حين نندم لأنّنا أحببنا يندمُ الحبّ لأنّه عانق أرواحنا / فمن يحبّ لا يندم على قبلة صادقة ولا يتوبُ عن السعي إليها
حين يخطر الموتُ على بالنا ولو للحظة نخاطر بفقدان الحبّ إلى الأبد / فمن يحبّ ... لا يمكن أن يموت
***

5 تشرين الثاني 2014

شكرًا للنساء اللواتي عرفتهنّ قبلي
لا شكّ في أنّهنّ طبّاخات ماهرات....
وإلّا لما كنتَ شهيًّا... 
شهيًّا إلى حدّ الخطيئة...
خطيئةِ ألّا أشعرَ بالذنب إن قضتِ الأخرياتُ جوعًا...
جوعًا إلى إشباع فضولِهنّ... 
فضولِهنّ لمعرفة كيف صارتِ الوليمةُ على شرفي...
***

6 تشرين الثاني 2014

لا تخفْ، لا تخجلْ، لا تتردّدْ
يحتاجُ العالمُ، يا صديقي، إلى قصّةِ حبِّنا كي ينسى العنفَ والدمَ والموت
فلنكنْ حكايةَ عشقٍ تتناقلُها الألسنُ لعلّها تنسى لغةَ الشتائم
فلنكنْ حديثَ السهراتِ لعلّ الأعينَ تُطبِقُ أجفانَها على وعدِ الألوهة، بعدما أطبقَ على الصدورِ وعيدُ عبدةِ ذواتِهم
فلنكن حلمًا يداعبُ مخيّلاتِ الناسِ، الناسِ الذين أتلفت نفوسَهم مشاهدُ الرجم والذبح والتهجير!
لا يحتاج عالمـُنا يا صديقي العابرَ العجوز إلى عرسٍ هوليوديٍّ يجرحُ الكراماتِ ببذخِه!
ولا إلى مسلسلٍ يجترُّ آلامَ المسحوقين وينشرُ فضائحَ الفساد 
ولا إلى أغنيةٍ ينتهي أثرُها قبلَ نغمتِها الأخيرة
ولا يحتاجُ قطعًا إلى زعيمٍ أو قائدٍ أو رئيسٍ أو حزب... 
يحتاجُ إلينا، 
يحتاجُ إلينا، هذا العالمُ الملعونُ بخطيئةٍ أصليّةٍ وأصيلةٍ اسمُها الموت 
إلى حكايتِنا النابتةِ في تربةٍ مجبولةٍ بالدم والعَرَق والدمع، والمعربشةِ على حيطانٍ نخرَها الرصاص، والممتدّةِ على أسطحٍ هجرتها العصافير
إلى لقاءاتِنا المسروقة وقد حوّلناها مواعيدَ للشمس
إلى طفولتِنا المغدورة وقد عمّدناها باسمِ آخرِ طفلٍ قضى ظلمًا
إلى مراهَقتِنا الثائرة وقد استقينا منها ماءً لصحراء الزمن
إلى شبابِنا المقهور وقد خبّأنا فيه أحلامَ الأجيال الآتية
إلى عمرِنا المهزوم وقد صيّرناه شلّالَ غضب
إلى رغبتِنا الجامحة وقد انصاعت لها الأصنامُ الصمّاء
إلى قصائدِنا الهادرةِ والهامسة وقد صيّرها الحبًّ أناشيدَ حياة وصلاةَ زُهد
إلى قبلاتِنا النهمة ولمساتِنا الصارخة وصراخنا العابث...
يحتاج العالم إلى قصّة حبّ لا تتوقحنُ إلّا على الجبن
ولا تتمرّدُ إلّا على الخبث، ولا تتحرّرُ إلّا من الحقد
يحتاج العالم إلينا يا صديقي العابرَ العجوز
فدعنا نلهي الناسَ بنا ... لتهجرَهم كوابيسُ الرعب 
ولنجعلْ كلَّ قبلةٍ من قبلاتِنا مدرسةً في الحبّ
وكلَّ مداعبة من مداعباتِنا نمطَ حياة
وكلّ عناقٍ من عناقاتِنا مصدرَ إلهام...
تعِبَ العالمُ يا صديقي من الحرب فلننجبْ له حكايةً
حكايةً... ينتظرُ اللهُ نفسُه أن يعرفَ نهايتَها!
***

7 تشرين الثاني 2014

أجلسُ على حافة السرير، أنظر إلى أغراضك المنشورة في كل مكان، بفوضى يحسدك عليها العالم العربيّ. جوربان افترقا في منتصف الطريق، حذاء تعب من المشي بين ركام العمر، كتب، أوراق، علب سجائر... أكاد أبكي من نقمتي عليك، غير أنّني أهبّ منتفضة، وأهجم عليك لأمسك بقميصك الأزرق المبقّع بالنبيذ، وأنا أصرخ: والله العظيم، إن لم تكتب قصيدة أجمل من سابقتها فسأجعلك تلعن الساعة التي عرفتني فيها...
***

8 تشرين الثاني 2014

أقسمُ بشغفي أن أخلصَ لك حتّى آخر كلمة
آخر كلمة في هذه القصيدة!
***

9 تشرين الثاني 2014

خطيئة يوم الأحد:
اغفر لي يا إلهَ الحبّ، أزور كنيستك مرّة في الأسبوع، أمّا قصيدتُه فمزاري كلَّ يوم!
***

10 تشرين الثاني 2014

لم أحببْ رجالًا... أحببتُ قضايا ناءَ بثقلِها الرجال!
***

11 تشرين الثاني 2014

حكاية للكبار:
ساحرات الشعر اللواتي سجنتُهنّ فيّ شرّيرات، سلّطن النومَ عليّ، وهربن من الأسر...
دقائق قليلة وتخرجُ الطفلةُ العابثةُ والمراهقةُ الثائرةُ والشابّة المتحديّة والمرأةُ الشهيّة والشاعرة المشاكسة والعاشقة المشتاقة ليبحثن عن رجلٍ يرضي أذواقهنّ مجتمعة. وبعد أن يتناوبن عليه، يقتلنه ويحملن إليّ قلبه هديّة لعلّني أصفح عن غدرهنّ الليليّ المتكرّر... 
فيا أيّها الرجل الذي يخشى أن يكون غدًا عنوانَ قصيدتي الجديدة... إذهب إلى النوم باكرًا... فأنا، مثلك، قد أقع في فخّ ساحراتي، وأنسى أنهنّ خدعنني، وأنسى أنّك استحققت حبهنّ... ولا أذكر سوى أنّ قلبَك النازفَ بيتُ القصيدة... يدعوني كلّ ليلة للإقامة فيه!
***

12 تشرين الثاني 2014

وحيدة
كشجرة لا تريد أن يحوّلها المنشار تابوتًا
كعجوز منسيّة في دار المسنّين
كبقايا جيفة في العراء
كجنين يواجه الإجهاض
ككنيسة بلا مصلّين
كجنديّ مجهول
كرِجلٍ مبتورة 
وحيدة...
لكنّ الموتى كلَّهم هنا
هنا في قلبي 
حيث لن يموتوا بعد الآن...
***

13 تشرين الثاني 2014

إلى الياس أبو شبكة:
حين قلتَ: إجرحِ القلبَ واسقِ شعرَك منه... هل كنت تقصد قلب الشاعر أم قلب الحبيبة؟
فصديقي يغمس أصابعه في جراحي قبل أن يكتبَ ويحصدَ الإعجاب... وحين أعاتبه يجيب بثقة: دم القلب خمرةُ الأقلام...
***

14 تشرين الثاني 2014

لن أسمحَ بأيّ حاجز بيننا...
حتّى ولو كان... قميصَك الأزرق!
***

15 تشرين الثاني 2014

كم يعجبني أنّك لست عازف بيانو 
كم يعجبني أن تدندنَ أناملُك الألحانَ التي تحبّها
على جسدي
على جسدي الذي يحبّ الموسيقى...
***

16 تشرين الثاني 2014

سأفضحك الآن حين أكتب على صفحتك: 
"
حبيبي! لا تفتكر ضامنّي بجيبة قميصك الأزرق... ولو كانت الجيبة فوق قلبك مباشرة"
ثمّ أغسل يديّ بدمع صديقاتك المعجبات...
***

17 تشرين الثاني 2014

خطيئة يوم الأحد:
سرقتُ من حبيبي عشرَ قبلات... ولا أطلب مغفرة!
***

18 تشرين الثاني 2014

في عالم الواقع... مصيرنا العبور في حياة الآخرين
في عالم الافتراض... مصيرنا العبور - بسرعة - في حياة الآخرين...
***

19 تشرين الثاني 2014

قالتِ الأرنب للأسد: ذريّتي أكثر من أسمائك عند العرب!
***


20 تشرين الثاني 2014

أعترفُ بأنّك سبقتني بقصيدةٍ
قصيدةٍ تصف فيها حلمَك بأن أحبّكَ...
***

21 تشرين الثاني 2014

خير جليسٍ في الأنام كتاب... تقرأه لا تكتبه!
***

22 تشرين الثاني 2014

قد تظنّون أنّني كاتبة...
في الواقع أنا قارئة...
قارئة جيّدة
تعرف النهاية من الصفحة الأولى
***

23 تشرين الثاني 2014

قد تظنّون أنّني عاشقة...
في الواقع كان من المفروض أن أكون عاشقة
لكنّ المرأة التي كان عليها أن تنجب حبيبي 
لم تجد هي أيضًا حبيبَها...
***

24 تشرين الثاني 2014

قد تظنّون أنّني أكتب كثيرًا...
في الواقع أنا أتنفّس بسرعة
دائمًا بسرعة...
فينطبع لهاثي كلماتٍ على زجاج بارد
دائمًا بارد...
***

25 تشرين الثاني 2014

قد تظّنون أنّني أنتظر أحدًا...
في الواقع أنا أنظر إلى الوقت وهو يمضي لألحقَ به...
***

26 تشرين الثاني 2014

الآن، الآن في هذه اللحظة بالذات
لن أمانع في أن تخونَ كلَّ ما أقسمتَ على الوفاء به
وأن تتخلّى عن كلِّ مَنْ عاهدتَ نفسَكَ على الإخلاص لهم
من أجل أن تجدَ لحظاتٍ تقرأ فيها هذه الكلمات... وتبتسم 
تبتسم بحنان لأنّك تعرف أنّني سأرضى بـ"لايك" 
أتركُك بعدَها تفي بما أقسمتَ على القيام به
وتخلصُ لمن عاهدتَهم على أن تكونَ لهم...
***

27 تشرين الثاني 2014

لم أخبره أنّني أحبّه...
لكن لو خطر له أن يسأل المطر لكانت قطراته أخبرته كم أخاف عليه منها...
ولو وجد الوقت ليسأل الطرقات لكانت كلّ عشبة على جوانبها باحت له بأنّني طلبت منها أن ترسل إليّ خبرًا بعبوره آمنًا أمامها...
ولو سأل نُدُل المقاهي لأسرّوا في أذنه أنّ عينيّ لا تفارقان الباب منتظرة لحظة إطلالته...
لم أخبره كم أحبّه...
لكنّه لو أحصى كم مرّّة قلت له: الله معك، وانتبه لنفسك، وكن بخير، ومتى تعود، وكيف حالك، لعرف أنّ أبجديّة العشق عندي لا تشبهها لغة...
لا يعرف أنّني أحبّه...
لكنّ قلبه الذي يرتجف الآن وهو يقرأ كلماتي عرف قبلي وقبله...

***
28 تشرين الثاني 2014

منذ طفولتي وأنا لا أعرف كيف أبتسم للملائكة
منذ طفولتي وأنا أبتسم لشيطان الشِعر
لشيطان شِعرِكَ تحديدًا
***
29 تشرين الثاني 2014

أنا لا أقبّل عنقك خلال نشرة الأخبار كي ألهيك عن المتابعة
بل كي أشعر بنبض الحياة في خلاياك 
فأنسى الموت الذي يتسابقون لإعلامنا به...
***

30 تشرين الثاني 2014

قلبي ليس كاتدرائيّةً للمناسبات الرسميّة
هو مزار فقير إلى جانب الطريق
سوّدت حيطانَه شموعُ العابرين...